26 mars 2014

Ahmed Manai

د. أحمد المنّاعي (رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية):«النهضة» حركة جهويّة.. مآل الدساترة التشتّت والطامة الكبرى وصول «الباجي» للرئاسة!

26/03/2014 14:16

لو لم يسقط الإخوان في مصر لتشبّثت «النهضة» بالحكم الى يوم القيامة

 

«التجمّع» لم يكن الحزب الحاكم بل حزب الحاكم


على المرزوقي الاستقالة كارها للرئاسة كان أو راغبا فيها


لا يمكن التنكر لإرث بورقيبة ولا الركوب عليه


ما حدث في عهد بن علي مسؤولية النظام و «التجمع» و «النهضة»


حاوره: محمد بوغلاّب




لم يكن أحمد المناعي في نهاية الثمانينات - وكنت وقتها في أول سن الشباب -شخصا عاديا في قريتنا الهادئة التي يتغنى «كبارها» بأنها قلعة النضال نظرا إلى مشاركة أبنائها في حرب التحرير ضد المستعمر الفرنسي، فقد كنا ننظر بإعجاب إلى أحمد المناعي، فالرجل يعمل خبيرا زراعيا بالأمم المتحدة، على سفر دائم كما أنه لم يستقر سوى حديثا بالقرية لنكتشف أن زوجته من أصل جزائري إسمها مليكة خيار وله ثلاثة أبناء أكبرهم باديس (من مواليد 1969) وبلال والطاهر وبنتان هما أميرة وبشرى ...
ينحدر أحمد المناعي الذي كان أول من تحصل على الباكالوريا في معهد الوردانين سنة 1962 من عائلة لها «سلطانها» ،  فشقيقه محمود من أثرياء القرية وترأس بلديتها لمدة فاقت العقدين، ولأنه من أصحاب الجاه فقد غادر القرية ليستقر بجوهرة الساحل سوسة. أما خاله فهو عبد الله فرحات الذي كان من أعمدة الحكم البورقيبي لأكثر من ربع قرن وشغل لسنوات خطة وزير الدفاع ، وله خال ثان هو محمد فرحات الذي كان الوكيل العام للجمهورية( حتى وفاته سنة 1980) وإكتسب شهرة ذاعت في الآفاق إبان محاكمة الوزير الأول الأسبق أحمد بن صالح ...
كانت كل المؤشرات تنبئ بأن أحمد المناعي الذي إشتغل لسنوات في البنك الدولي والأمم المتحدة خبيرا زراعيا في الجزائر والريف المغربي ودول شرق إفريقيا  مرشح لدور ما في حكم الرئيس بن علي الذي تسلم الحكم في ظل إجماع وطني أو يكاد بعد أن طالت شيخوخة الزعيم بورقيبة وأنهكت مؤامرات قصر قرطاج البلاد فهرب محمد مزالي خلسة وأوشكت البلاد على الإفلاس ...
ولكن الدكتور أحمد المناعي اختار كسيرته طويلا أن يكون سيّد نفسه، فترشح في انتخابات أفريل 1989 ضمن القائمات البنفسجية المستقلة  لتبدأ معاناته وعائلته مع نظام بن علي.
غادر الرجل البلاد بعد أسابيع من الإعتقال ثم  لحقت به عائلته عبر الحدود الجزائرية ليلتئم الشمل في فرنسا، ومنها أعلن عن ترشحه لرئاسية 1994 ثم  اصدر كتابه «العذاب التونسي: الحديقة السرية لبن علي» سنة 1995 الذي زعزع أركان عرش قصر قرطاج ....
لم يتخلف الدكتور أحمد المناعي عن أية معركة ضد بن علي وحسب طويلا على أنه إسلامي نهضوي غير أنّ الرجل ينفي في كل مرة إنتماءه التنظيمي للحركة التي لا يتردد في نقدها بشراسة . وبمناسبة عيد الإستقلال أصدر المعهد التونسي للعلاقات الدولية الذي يرأسه الدكتور أحمد المناعي كتابا بعنوان «البورقيبية والسياسة الخارجية لتونس المستقلة» للمؤرخ الألماني «فرنر روف» .
التونسية إلتقت الدكتور أحمد المناعي في هذا الحوار....

 بماذا يذكّرك تاريخ 14مارس 1997؟ 

 

ـ شهر مارس يذكرني بأحداث كبرى في تاريخ تونس، لكن يوم 14مارس 1997يذكرني بثاني عملية إعتداء تعرضت لها في باريس، كانت عملية أليمة بالنسبة إليّ ولعائلتي وكثير من أصدقائي.

 

ما الذي حدث؟

ـ «كنت نتصور كل شيء» إلا أنك تسألني عن هذا التاريخ، يومها كان يوم جمعة، كنت عائدا لبيتي محملا بـ«القَضْية» وعلى مسافة مترين من مدخل الإقامة، هجم علي شخص وراءه شخص يراقب وثالث في السيارة، هجم عليّ بعصا بيزبول، ضربني على رأسي، سقطت لكنه واصل إعتداءه وكنت احاول التصدي له بساقي ولذلك كانت جل الجروح في مستوى الفخذين ثم إلتحق رفيقه ورشّني بغاز مسيل للدموع وشرع في ضربي بحذائه على أضلعي.

 

ألم ينجدك أحد؟

ـ الحقيقة لم يكن هناك أحد حتى انتبهت السيدة المكلفة بحراسة الإقامة فصرخت وإستنجدت بالسكان، وفي وقت ما غبت عن الوعي ولكن إلى حد ما «كنت نشوف المعتدين».

 

هل تعرّفت على المعتدين؟

ـ عرضت عليّ الشرطة العدلية بفرساي (فرقة مقاومة الإجرام) صور متهمين لكن لم أتعرف على المعتدين من بينهم، ولكن في الإعتداء الأول الذي تعرضت له في 29فيفري 1996 اتذكر انه بعد أشهر صادفت أحد المعتدين الثلاثة في أحد الشوارع ، بقيت للحظات  أحاول تذكر أين شاهدته فاستغل الفرصة للفرار.

 

ماهي جنسية المعتدين عليك؟

ـ توانسة مع الأسف وقد عرفت لاحقا من خطّط لإعتداء مارس 1997.

ماذا كان مصير القضية؟

ـ ظلت سبع سنوات ونصف، ثم وقع حفظها،  أول ما تقدمت بشكاية كانت ضد بن علي لكن تم رفضها لأنه رئيس دولة ويملك حصانة.

من الذي خطط  للإعتداء عليك؟

ـ الرجل مات الآن.

أنا أسألك عن حادثة معينة سواء مات أم ظل على قيد الحياة؟

ـ جاءني أحد الأصدقاء ليبلغني أن من خطط للعملية يعتذر وأنه أجبر على ذلك.

من هو؟

ـ هو طبيب كان كاتبا عاما للجنة تنسيق التجمع بباريس وقبل ذلك كان واليا ، ابلغني لاحقا ان الأوامر جاءته من قصر قرطاج في الثامنة والنصف من صباح يوم 14مارس 1997 بعد ذلك نشرت « le canard enchainé» خبرا مفاده أن المخابرات الفرنسية رصدت مكالمة هاتفية بين قصر قرطاج ومن خطط للعملية صباح يوم التنفيذ ، «ما نحبّش نذكر» اسم من خطط للعملية واشرف على تنفيذها ، هو إعتذر وأنا قبلت اعتذاره.

يوم 14مارس 2014 كتبت تعليقا «أسامح ولكني لا أنسى»، لمن كان موجّها؟

ـ هو تعليق موجه لرئيسة منظمة الدفاع عن التونسيين بالخارج نفيسة ميلاد التي اصدرت بيانا بعد الإعتداء عليّ في 14مارس 1997 قالت فيه إن العملية مرتبة بين المعارضة التونسية نفسها لجلب الإنتباه  وإن النظام بريء منها، أنا لم أطلب منها أن تساندني ولكن كان عليها من باب الحياء على الأقل أن تصمت.

هل إعتذرت لك لاحقا؟

ـ لا، سنة 2011-بعد 14جانفي- إتصلت بها هاتفيا سألتها ما الذي دفعك لإصدار ذلك البيان المناهض أصلا لعمل الجمعية فقطعت المكالمة ولكني مع ذلك أرسلت لها برقية وكالة الفرنسية للأنباء عساها تراجع نفسها.

هل سامحتها؟

ـ بالنسبة إلى هذا الصنف من الناس «صعيب باش نسامح أو ننسى»، كل مرة تعرضت فيها للإعتداء زاد إيماني بأني على حق وبأن القضية التي أدافع عنها قضية عادلة.

 سامحت من دبر لإغتيالك ولم تسامح من أصدرت بيانا ضدك؟

ـ من كان في وضعيتها الاجتماعية لا أدري لماذا تكذب والحال أنها تنتحل صفة الدفاع عن التونسيين بالخارج.

هل تُزعجك عودة التجمع ورموزه إلى الساحة؟

ـ لا ما يقلقنيش.

قضيت جزءا من حياتك منفيا بعيدا عن بلدك و«التجمع» في الحكم والآن تدافع عن عودة رموزه؟

ـ لا أرتاح للأحكام الإطلاقية، «التجمع» في ما أعرف من السياسة التونسية لم يكن الحزب الحاكم بل كان حزب الحاكم ،فهو الأداة السياسية التي إستعملها بن علي ونظامه للحكم. «التجمع» كان مجرد آلة دعاية وتعبئة، لم يكن حزبا حاكما، كون التجمعيين أو فئة منهم إنتفعوا فلا شك في ذلك، ولكن «التجمع» كان فيه كثير من الوطنيين خدموا البلاد 23 سنة من حكم بن علي، لا شك في ذلك ، من حيث يدرون أو لا يدرون ، أنا لا اعفي احدا من المسؤولية عما حدث ولكن يوما ما عليهم ان يراجعوا انفسهم،  انا اعتقد ان مسؤولية ما حدث خلال حكم بن علي يتقاسمه النظام   و«التجمع» وحركة «النهضة». 

انت تساوي بين الجلاد والضحية؟

ـ «النهضة» مسؤولة عن المنعرج الذي عرفته بتونس نهاية 1989.

بن علي كان حاسما للأمر منذ البداية وقرار تصفية «النهضة» كان مسألة وقت لا غير؟

ـ لا، لا، هذا خور، مع الأسف لا يقرأ البعض الأحداث وإن قرؤوا فهم لا يقرؤون ما وراءها حين جاء بن علي كان سيغير بعض الأشياء في المشهد السياسي التونسي.

هل كان بن علي صادقا في ذلك؟

ـ القضية لا تتعلق بالصدق والكذب، أنا أذكر الأحداث بين 7نوفمبر 1987 وانتخابات أفريل 1989 لنتذكر ما حصلت عليه حركة «النهضة»؟ صحيح لم تتحصل على ترخيص ولكن ألا يكون ذلك بسبب إكتشاف المحاولة الإنقلابية 8ـنوفمبر 1987؟ هل سينكرون هذا أيضا؟
ـ «النهضة» تحصلت على ترخيص لجريدة «الفجر» ومديرها حمادي الجبالي ومكنها النظام من بعث الإتحاد العام التونسي للطلبة ذراعها الطالبي في الجامعة، ومكنها من مقعد في المجلس الإسلامي الأعلى(عبد الفتاح مورو) وأمضت «النهضة» على الميثاق الوطني(نور الدين البحيري) كما ان النظام لم يطرح قضية 8نوفمبر على القضاء وانا أعتقد أن ذلك الموقف كان غلطة فادحة من بن علي ، كان ذلك خطأ قاتلا فلو حوكم المتورطون في المحاولة الإنقلابية آنذاك لما وقع ما وقع في 1991، كان بوسع بن علي محاكمتهم ثم إصدار عفو عنهم  كان ذلك سيجنب تونس الكثير من الآلام والجراحات.
أعود إلى قضية «التجمع»، المشهد السياسي في تونس بعد حل «التجمع» بقي فارغا ليس فيه من حزب معتبر إلا «النهضة» بينما الحياة السياسية في تونس تحتاج أحزابا كبرى تتصارع وتتنافس، حل «التجمع» أدى إلى تكسير الماكينة التي كانت قادرة على مواجهة «النهضة» فكان انتصارها في 23 أكتوبر 2011 هي وأزلامها.

تقصد شركاءها؟

ـ هم اكثر زلمية من أزلام النظام البائد.

و«نداء تونس» هل هو البديل لـ «التجمع»؟

ـ لا وستثبت الإنتخابات القادمة التي لا أتوقع أن تنتظم هذه السنة أن «نداء تونس» لن يكون بديلا لـ «التجمع».

انا قصدت أن «النداء» سيكون المعادل لـ «النهضة»؟

ـ هذا ممكن جدا، وربما يفوز بالإنتخابات لكن ما أخشاه بالنسبة للمستقبل أن «نداء تونس» لا أراه قادرا على تغيير الأوضاع الحالية، إلى حد الآن هو حزب بلا روح وبلا برنامج.

أعلن الحزب أنه أعد برنامجا متكاملا؟

ـ البرامج ليست خططا سرية، البرامح السياسية تشرح للمواطنين وتقدم لهم.

هل تعتقد أن المواطن التونسي يهتم كثيرا ببرامج الأحزاب السياسية؟

ـ «صحيح ما عنّاش التقاليد هاذي» لكن نتيجة لما حدث في السنتين الأخيرتين ، كثير من التونسيين سينتخبون حسب البرامج وسينتخب جانب من التونسيين باعتبار أن هذا الحزب أو ذاك قريب من الله ويخاف ربي ويمثل الإسلام هذا ممكن.

والدساترة هل سيتوحّدون؟

ـ الدساترة سيكون حالهم كحال القوميين شتاتا.

لن يتوحّدوا؟

ـ لن يتوحدوا ، هذه حركات سياسية لن تخرج من حدود الولاية أو الجهة تأكد من ذلك.

تقصد أنها حركات ساحلية؟

ـ مع الأسف ،عموما زعماء الأحزاب التي تسمي نفسها دستورية جلها من الساحل ومن الساحل السوسي(مدينة سوسة) تحديدا.

كيف تعلق على رفع الأحزاب الدستورية لشعار بورقيبة والدفاع عن إرثه؟

ـ هؤلاء ليس فيهم من همس بكلمة عن بورقيبة بعد إقصائه من الحكم ، مبدئيا عندما جاء بن علي في 7نوفمبر 1987 كانت الأغلبية الساحقة من التونسيين مع هذا التغيير « الناس ملّت».

كنت من بينهم؟

ـ نعم ، بورقيبة لم يكن بوسعه ان يواصل حكم البلاد وإلا كانت تونس دخلت منعرجا خطيرا وكارثيا ، وأذكر أنه صباح 7نوفمبر 1987 صفّقت لما حدث ومن الغد كنت في منزل شقيقي محمود رحمه الله رفقة عدد من أصدقائه وبلغنا خبر إزالة تمثال بورقيبة من سوسة. شعرت بكثير من الألم لأنه يمكن إزاحة بورقيبة كرئيس طالت شيخوخته لكن لا يمكن أن تزيح ماضيه وتاريخه وتمثاله كان يرمز لبورقيبة قبل 7نوفمبر ولم يكن هناك من داع لإزالته.

إتُهم حامد القروي بأنه وراء إزالة التمثال؟

ـ انا سمعت شهادة المنصف بن شريفة في ذلك وكان عضوا في المجلس البلدي لسوسة.

لا تنس ان المنصف بن شريفة اليوم في «نداء تونس»؟

ـ على كل، اعتقد ان كل من عمل عملا عليه ان يتحمل مسؤولياته سواء تعلق الأمر بحامد القروي أو غيره، بورقيبة مثل مرحلة طويلة من حياة الشعب التونسي من حركة التحرير إلى بناء الدولة لا يمكن التنكر لهذا التاريخ ولكن لا يمكن لأي كان الركوب على ماضي بورقيبة وإحيائه من جديد، لا يمكن،  إرث بورقيبة ملك جماعي لكل التونسيين (1934-1987) كل واحد يأخذ منه ما اراد، و كثير من اليساريين الذين عارضوا بورقيبة وهو في الحكم هم اليوم اقرب إلى تراث بورقيبة الحضاري من كثير يدّعون البورقيبية  وخاصة في ما إختاره على الصعيد الاجتماعي. 

من دافع عن بورقيبة وهو في سجنه؟

ـ المجموعة الوحيدة التي دافعت عن بورقيبة منذ البداية في 9نوفمبر 1987 كانت متشكلة من تونسيين وفرنسيين، كان من بينهم  الأستاذ الصيّاح من جامعة تولوز ووزير خارجية فرنسي سابق وثلاثة تونسيين كونوا لجنة للدفاع عن بورقيبة فور الإطاحة به أملك بياناتهم إلى اليوم ثم تتالت ردود الفعل في ما بعد و أكثر من دافع عن بورقيبة وطالب بالإفراج عنه هو المنذر صفر.

هل كان دستوريا؟

ـ لا... هو أقرب إلى اليسار، طالب بمعالجة بورقيبة في الخارج وإطلاق سراحه سنة 1992.  سي المنذر كتب رسائل كثيرة دفاعا عن بورقيبة.

عمر صحابو يقول إنه دافع عن بورقيبة خلال سنوات سجنه؟

ـ عمر صحابو يمكنه ان يقول ما يريد، اذكر انه كتب نداءين لإعادة تشكيل الدساترة  ضمن إطار الدساترة الأحرار دون ان يمضي البيانين بإسمه، هناك أيضا  جورج عدة بعث برسالة لبن علي طالبه فيها بإطلاق سراح بورقيبة.

والآخرون؟

ـ ربما كتبوا رسائل لأنفسهم أو ذكروا بورقيبة في قلوبهم ولم يسمعهم أحد.

يصدر المعهد التونسي للعلاقات الدولية هذه الأيام كتابا بعنوان « البورقيبية والسياسة الخارجية لتونس المستقلة»   أليس في ذلك ركوبا على الأحداث؟

ـ في آخر يوم لي في مهمتي ضمن بعثة المراقبة العربية بسوريا جاء خبر قطع العلاقات مع سوريا ، إتصل بي صحافي فرنسي فأفدته بأن هذا الموقف مرتجل وصادر عن أشخاص هواة ويا ليتهم قرؤوا كتاب «فرنر روف» « ديبلوماسية بلد مستقل صغير» وفرنر روف مؤرخ ألماني درّس في جامعات نيويورك وفرنسا وألمانيا و كان ناشطا في حزب يساري، ألف هذا الكتاب سنة 1967 وكان موضوع رسالته للدكتورا ،عندما نشر تصريحي إتصل بي صديقي «فرنر روف» وصحح لي عنوان الكتاب وهو «البورقيبية والسياسة الخارجية لتونس المستقلة» كان الأمر هكذا، شخصيا أخطأت في عنوان الكتاب، بقينا على تواصل وإقترحت عليه نشر الكتاب بالعربية ، في جويلية 2012 حل بتونس ونظمنا ندوة عن بورقيبة وتقدمنا في مشروع الترجمة بإمضاء الأستاذ الصحبي ثابت، الكتاب لا علاقة له بهذا الصراع السياسي حول تراث بورقيبة.

ما قيمة الكتاب اليوم؟

ـ قيمته تاريخية، هو كتاب موجه للرأي العام الذي لا يقرأ وهو موجه أساسا  للمؤرخين والباحثين والطلبة.

من ساعدكم في ترجمة الكتاب ونشره؟

ـ هو مجهود المعهد التونسي للعلاقات الدولية وعدد من أصدقائنا.

دون اي دعم رسمي؟

ـ لا يوجد اي دعم رسمي لا من تونس ولا من خارجها . كنت أعوّل على كثير من الأطراف ورثة الفكر البورقيبي للمساعدة في تكاليف الكتاب ولكني إكتشفت أن هؤلاء يستخدمون إسم بورقيبة للدعاية لأنفسهم ، وأنا أشكر الأستاذ الصحبي ثابت  مترجم  الكتاب الذي تنازل  لنا عن ألف دينار ، هل تعلم ان الكتاب تكلف علينا بما يقارب العشرين ألف دينار؟
انا عموما  لا اعول على أية حركة سياسية ، سيباع الكتاب بثمن 20دينارا ونعول على القارئ التونسي  ليكون داعمنا.

هل إستفادت «النهضة» من خروجها من الحكم؟

ـ هي إستفادت من الحكم هذا أكيد، لا أعتقد انها ستستفيد من الخروج من الحكم لأنه أحدث كثيرا من الأسئلة الداخلية صلبها.

ولكن «النهضة» خرجت من الحكم وجنبت تونس ما حدث في مصر؟

ـ «النهضة» خرجت من الحكم لأنه حدث في مصر ما حدث ، ونصحوها بالخروج.

من نصحها؟

ـ أولياء أمورها.

لو لم يحدث ما حدث في مصر ما كانت «النهضة» تخرج؟

ـ لو لم يسقط حكم الإخوان في مصر لتشبثت «النهضة» بالحكم إلى يوم القيامة.

 «النهضة» لا صلة لها بالإخوان؟

ـ أنا معك إن وجدت لي بيانا أو نصا أو سطرا صادرا عن «النهضة» يعلن هذا الموقف الذي يميزهم عن تنظيم الإخوان. عد إلى أدبياتهم وإسألوا حميدة النيفر وصلاح الجورشي.

 «النهضة» جزء أصيل من المشهد السياسي التونسي؟

ـ هي جزء اساسي دون شك  ولكنها لم تتأصل بعد في الساحة التونسية  وعندما تتونس ويتخلى عنها جيل المؤسسيين  ستصبح جزءا اصيلا  لا تنس أن «النهضة» رغم إخوانيتها وعالميتها تبقى حركة جهوية.
كيف ذلك؟
ـ انظر قائمة اعضاء مجلس الشورى ، عد خاصة إلى القيادة سنوات المهجر جلها من الجنوب التونسي ، هذه حقيقة لا يمكن القفز عليها، سأروي لك حادثة: كنت أعرف شخصا في التسعينات(أصيل الشمال الغربي)  هو الآن مستشار عند الرئيس المؤقت، في سنة 1994 عاد إلى تونس فحكم عليه بأربع سنوات سجنا ولكن بسبب الضغط الدولي أطلق سراحه بعد عامين دون ان يمكن من جواز سفره، في يوم من الأيام ذهب لزيارة أستاذه عبد الباقي الهرماسي(كان وزيرا للثقافة )  الذي قاله له « يا ولدي آش دخلك في ها الحكايات هاذي عركة بين الساحل والجنوب، شنوة دخلك إنت؟» هي طرفة واقعية ولكنها معبرة لأن الهرماسي عالم إجتماع يعرف جيدا نظام بن علي وكذلك الحركة الإسلامية.

حمادي الجبالي أمين عام حركة «النهضة» اصيل سوسة؟

ـ أنا أسألك هل تعتقد ان لحمادي الجبالي مكانة ومكانا في «النهضة» اليوم؟

هل علي العريض هو وريث راشد الغنوشي؟

ـ لا يهمني من يرث من، «النهضة» جزء من المشهد السياسي وستكون أكثر تأصلا في المجتمع لو تُتَونس أكثر.

صرح راشد الغنوشي بأن السلفيين سبب سقوط حكومتي «الترويكا»؟

ـ (يضحك) «ماعادش نقرأ ماذا يقول الغنوشي» تصلني أصداء تصريحاته من بعيد،  ما من تصريح يصلني إلا ويعيدني لتصريح مناقض له قبل سنوات.

السياسة فنّ الممكن؟

ـ ولكن السياسة ليست مواقف بهلوانية.

هل على المرزوقي أن يستقيل في صورة كان راغبا في الترشح للرئاسة؟

ـ على المرزوقي أن يستقيل سواء كان كارها للرئاسة او راغبا فيها.
ويترك البلاد للمجهول؟
ـ لم تعش تونس المجهول إلا في عهده.

هل ستنتظم الإنتخابات خلال سنة 2014؟

ـ أستبعد ذلك.

هل أنت مع تزامن الإنتخابات الرئاسية والتشريعية؟

ـ أنا مع الفصل على ان تنتظم الرئاسية قبل التشريعية.

من هو مرشحك؟

ـ لا أتصور أحدا من البارزين حاليا رئيسا لتونس.

حتى الباجي قائد السبسي؟

ـ وتلك تكون الطامة الكبرى.

لماذا؟

ـ الذين صفقوا لتنحية بورقيبة سنة 1987 وبورقيبة في الرابعة والثمانين لا يمكن أن يكونوا اليوم مرشحين وهم على مشارف التسعين، أنظر الوضع في الجزائر اليوم، بوتفليقة قدم خدمات جليلة لبلاده ولكن لا يمكنه اليوم وهو يعالج مدة ثلاثة أشهر أن يكون رئيسا للبلاد.

Aucun commentaire: