Hayat Attia: Les médias français et les musulmans russes !
د. حياة الحويك عطية
عصاة ووقود
سبحان من جعل الاعلام الفرنسي يتفطر قلبه على مسلمي روسيا. وبماذا ؟
بعناوين تقول ان عدد المساجد غير كاف بالنسبة لعدد المسلمين . وكان هذا الاعلام قد
نسي انه هو من طبل وزمر لمجرد ارتداء امراة للحجاب ، وهو من نشر الرسوم المسيئة
للرسول مثيرا ازمة عالمية لم تكد تهدا. او كانه نسي ان رئيس فرنسا السابق قد وصف
شباب مسلمي بلاده بالحثالة عندما حاولوا التحرك للمطالبة بالعدالة الاجتماعية
للضواحي.
بالمقابل ، لم نسمع يوما ان القوانين او الحكومات الروسية قد ميزت مواطنا
عن اخر ، او انها اثارت ازمات لصالح صراع الحضارات بين المسيحيين والمسلمين. اما
الصراعات السياسية الاخرى مع الانفصاليين ، فموضوع سياسي لا علاقة له الاديان.
هذا في الواجهة . اما في العمق
فثمة امران ، اجتماعي وتاريخي . اجتماعيا ليس مسلمو روسيا ارتداد استعمار جائر
طويل ، هزم وعاد الى بلاده فارتد معه ملايين المهاجرين من المستعمرات السابقة ،
وما يزالون رغم العقود يطالبون بحقوقهم التي لم ياخذوها تحت الاستعمار ولم ياخذوها
في الهجرة الى ديار المستعمر. مسملو روسيا هم روس كغيرهم ولا يحتاجون الى اثبات
مواطنتهم .
اما تاريخيا فروسيا لم تستعمر يوما بلاد المسلمين ، لم تحتل المغرب العربي
، لم تعلن الجزائر فرنسية وتضطرها الى مليون شهيد كي تتحرر، لم يجلس وزير خارجيتها
الى طاولة مقابل وزير خارجية بريطانيا وبيدهما قلمان ، ازرق واحمر ، ومشرط يشرحان
به جسد سوريا الطبيعية ، مزقا تعجز عن منع تحقيق وعد بلفور بمنح فلسطين لليهود ،
علما بان هناك وعدا فرنسيا سابقا لوعد بلفور ولكنه لم يكتسب شهرته .
روسيا لم تمنح اسرائيل السلاح النووي، حاسمة بذلك تفوقها وهيمنتها على عالم
المسلمين . روسيا لم تشارك في عدوان ثلاثي على مصر عقابا على تاميم قناة السويس ، بل قدمت الدعم والخبراء والمال
لبناء السد العالي ولاعادة تسليح الجيش الذي عبر القناة . واخيرا لم تشارك روسيا
في العدوان على العراق كما فعل فرانسوا ميتران.
افلا يتوجب على المسلمين انفسهم ان
يقفوا بوجه هذا الغرب المنافق ويقولوا : كفى !!
المسلمون ليسوا عصاة وليسوا وقودا
. ليسوا عصاة يحركها الغرب باللعب على الغرائز لضرب كل عدو او منافس له ، او وقودا
يرمي به هذا الغرب نفسه في كل نار يريد تاجيجيها لتاكل الاخضر واليابس وتؤمن له
مصالحه . الم يكونوا عصاة ثم وقودا في افغانستان ؟ الم يكونوا كذلك في يوغوسلافيا
؟ اليسوا كذلك الان في سوريا ؟ وهل يراد لهم ان يصبحوا كذلك في روسيا ؟ وفي الصين
؟ وفي ...؟؟؟
الغرب يعمل على تاجيج الفئويات الدينية لدى الاخرين ، في حين يحظر على ارضه
، بقوانين ، تحت اشد العقوبات، التعريف عن الذات باية صفة دينية او عرقية . لانه
يريد ان يكون دولة المواطنة ، ولو ظاهريا ، ولانه يعرف ان دولة المواطنة هي الحل
الوحيد لكل المشاكل التي دفع ثمنها – ودفع البشرية – ثمن حربين عالميتين ، دولة
المواطنة هي الضامن الوحيد للسلم الاجتماعي وصلابة الدولة وسيادتها .
ولانه يعرف ذلك ، ويعرف خطورة
البديل المعكوس ، أي اثارة الانتماءات الدينية والمذهبية والعرقية التجزيئية ،
فانه يستعمل هذا البديل قنبلة عنقودية لضرب السلم الاجتماعي في كل دولة تنافسه او
تعاديه او تخالف سياساته .
لذلك يتحدث الاعلام الفرنسي عن
مسلمي روسيا ، وتجهد الدوائر العسكرية لدعم اسلاميي سوريا ، في حين يهدد زير
داخلية هولاند الشباب الذين حاولوا التحرك ضد الفيلم المسيء للرسول بطرد كل مسلم
يفكر باثارة الشغب في فرنسا.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire