05 juin 2010

Cheikh Raed Salah : "ils ont tenté de m'assassiner"

رائـد صـلاح لـ« السـفـيـر » : أجـزم أنـهـم خطـطـوا لقـتـلي

samedi 5 juin 2010, par La Rédaction

امجد سمحان

يعد رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر، حقيبة ملابسه استعداداً للسفر على متن إحدى سفن « أسطول الحرية -2 »
لم تثن مجزرة « أسطول الحرية » الشيخ صلاح عن الاستمرار في تحدّي الاحتلال. لا يكترث لغدر إسرائيل، الذي بلغ ذروته الاثنين الماضي عندما حاولت قوات البحرية الإسرائيلية اغتياله على متن إحدى سفن التضامن مع غزة. ويروى الشيخ صلاح، في حديث لـ« السفير » كيف سعى الاحتلال لتصفيته، وكيف أخطأته رصاصات الإجرام الإسرائيلية.
البداية، كما يرويها الشيخ صلاح، كانت عند الساعة الرابعة من فجر يوم الاثنين الماضي، حين تقدمت الطوافات والزوارق البحرية الإسرائيلية لتحيط بسفن « أسطول الحرية »، ثم تبدأ بإطلاق النار مباشرة باتجاه من كانوا على متنها.
وأوضح الشيخ صلاح أن الهجوم العنيف ضد المتضامنين على متن الأسطول، وتحديدا سفينة « مرمرة الزرقاء »، التي أقلت العدد الأكبر من المتضامنين، حثهم على النهوض لمواجهة القوات الغازية، مشيرا إلى أن عملية المقاومة كلها لم تتعد عشر دقائق، لا سيما بعد أن اقتحم أفراد الكوماندوس الإسرائيلي قمرة قيادة سفينة مرمرة، واعتقلوا طفل القبطان حيث وضعوا المسدس في رأسه لإجبار والده على إيقاف السفينة وهو ما حصل.
ويروي الشيخ صلاح القصة بمعنويات عالية، ويؤكد أن ما تردد عن اغتياله كان بعد حديث أحد المسؤولين الفلسطينيين في أراضي العام 1948 مع مسؤول إسرائيلي رفيع، ليسأله عن حالة الشيخ صلاح فكانت إجابته : « أفود »، أي « انتهى »، أو « قضي عليه ».
ويقول صلاح : « عندما أربط بين ما حدث على متن السفينة، وما جرى هنا أجزم أنهم كانوا يريدون قتلي، والدليل أن الرجل التركي الذي توفي يشبهني تماما، هو رجل طاعن في السن، أطلقت النار مباشرة على رأسه من مسافة متر واحد ». ويضيف : « لقد قتلوه بينما أنا كنت في الطابق السفلي من السفينة ».
وأكد الشيخ صلاح أن قافلة أسطول الحرية تمكنت من الناحية المعنوية من كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، لكنها « كسرت أيضاً الحصار المفروض علينا نحن، الفلسطينيين داخل إسرائيل منذ 62 عاما، لقد قلنا للجميع إننا هنا موجودون، هويتنا فلسطينية، مسيرتنا مستمرة، لن نتوقف، سنواصل النضال حتى نحقق أهدافنا و تحرير أراضينا المحتلة ».
ورغم الكلمات القليلة التي قالها الشيخ صلاح نظرا للإرهاق الشديد، أظهرت معطيات إضافية كشف عنها المتحدث باسم لجنة المتابعة العربية داخل الخط الأخضر عبود عنبتاوي وجود مخططات مسبقة لاغتياله.
وقال عنبتاوي لـ« السفير » : « لقد روى لنا الشيخ صلاح بعيدا عن عيون الكاميرات، ما جرى معه بعد عملية اعتقاله، فقد تمت معاملته بطريقة همجية ووحشية من قبل الجنود لحظة علمهم بأنه لم يفارق الحياة، كما أن رئيس أركان الجيش غابي أشكنازي تواجد في الميناء وكشف على جثة الرجل الذي يشبه الشيخ رائد صلاح للتأكد من أنه لم يقتل. وقد تأكد اشكنازي من ذلك أيضا عندما رأى الشيخ صلاح يغادر السفينة مكبل اليدين ».
وأكد عنبتاوي أن الشيخ صلاح ورفاقه مصرون على العودة إلى سفينة « قافلة الحرية ـ 2 »، موضحا أن القيادات العربية في الداخل اتخذت قرارا بـ« رفع مستوى المشاركة على متن قوافل الحرية المقبلة سواء كان على الصعيد الشعبي أو على صعيد القيادات وأعضاء الكنيست ».
وكانت الشرطة الإسرائيلية أفرجت يوم أمس الاول عن الشيخ صلاح، ورئيس لجنة المتابعة العليا محمد زيدان والشيخ حماد أبو دعابس والناشطة لبنى مصاروة، وكلهم كانوا على متن القافلة. وفرضت شرطة الاحتلال قيودا على المفرج عنهم، وأبرزها وفق عنبتاوي « الإقامة الجبرية لمدة خمسة أيام، ومنعهم من السفر مدة 45 يوما، وكفالة مالية بمقدار نحو 13 ألف دولار ».
وأكد عنبتاوي أن الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين الذين كانوا على متن القافلة تم بعد ضغوط تركية، كما أن عملية الإفراج نفسها تظهر أن الاعتقال أيضا « لم يكن له مبررات قانونية داخل إسرائيل ». وأضاف « علمنا أن الحكومة التركية قالت لإسرائيل بالحرف إما الإفراج عن كل نشطاء القافلة بمن فيهم الشيخ صلاح ورفاقه وإلا فقطع كامل للعلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وتل أبيب ». وأكد عنبتاوي أنه « لو لدى الإسرائيليين المبرر القانوني للاعتقال، لما أفرجوا عن المعتقلين بعد يوم من قرار المحكمة القاضي بتوقيفهم مدة ثمانية أيام. المسألة سياسية بحتة ».

رائد صلاح
يعتبر الشيخ رائد صلاح من أبرز المدافعين عن الأقصى والقدس المحتلة، بوجه محاولات إسرائيل لتهويدها.
ولد في أم الفحم قرب الضفة الغربية عام 1958. درس حتى المرحلة الثانوية في مدارس أم الفحم وتابع دراسته في كلية الشريعة في مدينة الخليل سنة 1967.
اعتقل صلاح، مؤسس « مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية »، عام 1981 بتهمة الانتماء إلى « أسرة الجهاد » المحظورة. وعمل محرراً في جريدة « الصراط » الشهرية الإسلامية بين العامين 1986 و1988. خاض الانتخابات البلدية في أم الفحم وفاز بها في دورات 1989 و1993، و1997.
كان من مؤسسي الحركة الإسلامية داخل أراضي الـ48، في بداية السبعينيات، وظل من كبار قادتها حتى الانشقاق الذي حدث نهاية التسعينيات بسبب قرار بعض قادتها، ومنهم الشيخ عبد الله نمر درويش رئيس الحركة، خوض انتخابات الكنيست. أصيب بالرصاص أثناء تظاهرة عام 2000. وعمدت السلطات الإسرائيلية إلى التضييق على صلاح منذ فترة طويلة، واعتقلته في مدينة أم الفحم في أيار عام 2003 بتهمة تمويل منظمات فلسطينية مثل حركة حماس.


Pétition
Non au terrorisme de l’Etat d’Israël

Aucun commentaire: