17 janvier 2012

Ilich Ramiréz Sanchez dit CARLOS

«الحكم الفضيحة» يدينه بالسجن المؤبد للمرة الثانية
كـارلـوس «لا يشعـر بـالخجـل» مـن أعمـالـه الثـوريـة: أفتخر بما فعلته لفلسطين ولا علاقة لي باعتداءات فرنسا

كارلوس في صورة تعود إلى العام 2001 لدى وصوله إلى جلسة الاستئناف امام القاضي جان لويس بريغيير. (أ ف ب)
لم ينجح المناضل الاممي كارلوس، رغم ما قدّمه من «إثباتات» تفيد بعدم تورطه في الهجمات الإرهابية التي شهدتها باريس في الثـمانينيات في ثني القضاة الفرنسيين عن عزمهم، فاتخذت المحكمة الفرنسية، أمس، قرارها القاضي بإنزال العقوبة القصوى بحق ايليتش راميريز سانشيز المعروف باسم كارلوس: السجن مدى الحــياة للمــرة الثانية، بعد إدانته بأربع هجمات أوقعت 11 قتيلاً وقرابة 150 جريحاً بين عامي 1982 و1983.
«الحكم الفضيحة».. هكذا وصفت محاميته إيزابيل كوتان قرار المحكمة، معلنة أنها ستتقدّم باستئناف، بينما رأى شقيق كارلوس أن «القرار صدر سلفاً». أما كارلوس نفسه فاعتبر أنه كان «كبش فداء»، مؤكداً أن الأدلة في القضية تستند إلى شهود غير موثوق بهم ونسخ من وثائق أرشيف الاستخبارات في أوروبا الشرقية.
وعلى مدى خمس ساعات، قدّم كارلوس أمام المحكمة خطاباً صارما جمع بين القضايا الجيوسياسية وحياته النضالية، حيث تناول فيه حياته في السجن مروراً بنضاله ضدّ اسرائيل وجوازات السفر السوفياتية حتى عقوبة الإعدام.
بداية، أعاد المناضل اليساري، الذي انخرط أثناء دراسته في موسكو في صفوف «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، تأكيد تمسكّه وافتخاره بكل ما قدّمه من أجل «القضية الفلسطينية»، وقال «أتحمل المسؤولية السياسية والعسكرية لكل الاعتداءات التي ارتكبتها منظمة الثوريين الدوليين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين». وفي المقابل، شدّد على ألا علاقة تربطه البتة بالاعتداءات على المدنيين في فرنسا، وقال إن «حركة أصدقاء كارلوس التي تبنت احدى الهجمات الأربع، في اتصال مع الشرطة بعد نصف ساعة من وقوعها، هي مجموعة أفراد دخنوا لفافة من حشيشة الكيف، ولا علاقة لهم بنا»، معتبرا انه من «الواضح» أن الهجوم استهدف جاك شيراك، الذي كان آنذاك رئيس بلدية باريس.
وقام كارلوس، الذي تلقى الشهر الماضي رسالة دعم من الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وصفه فيها بأنه «الوريث الموثوق للثورات الكبرى من اجل الشعوب»، بمراجعة محاكمته «غير المتقنة» التي اعتبرها «مهزلة من الدرجة الثانية»، منتقدا بالتفصيل محامي الادعاء والنيابة.
وفي خطابه، قال كارلوس، المصنّف كأخطر إرهابي والمسجون في فرنسا منذ 16 عاماً بتهمة الإرهاب، «لا أشعر بالخجل من شيء ولم أخن يوما أحدا ولم أشِ بأحد»، لكنه عبّر عن أسفه «على عائلته وأولاده وزوجاته للثمن الذين عليهم دفعه لأنهم بقوا معي».
وقال كارلوس إن طموحه الآن هو «العودة الى فنزويلا»، مؤكداً أنه لن يقوم بـ«خطف طائرات من جديد، فهذا لم يعد مناسبا لسني، لكن لدي الكثير الذي يتوجب علي القيام به في بلدي».
«الثوري بحكم المهنة»، كما عبّر عن نفسه مرارا أمام المحكمة، قرأ «وصيّة» قال إنها وصلته من الزعيم الليبي معمّر القذافي وصفه فيها بـ«الرجل الذي قدّم للعالم أكثر من أي ثوري آخر مثلنا» معلّقاً بتأثر «سأواصل النضال»، وهتف وهو يرفع قبضته «تحيا الثورة» و«الله اكبر»، بينما ردّد حوالى 15 من مؤيديه الهتافات.
وكان بيان الاتهام أفاد أن كارلوس كان يريد الضغط على الحكومة للإفراج عن شريكته الألمانية مغدالينا كوب والسويسري برونو بريغيه وهما عضوان في مجموعته أوقفا في شباط 1982 وبحوزتهما اسلحة ومتفجرات. فبعد اعتقال شريكيه، انفجرت عبوة في مقصورة الأمتعة في العربة رقم 18 في قطار باريس ـ تولوز السريع وأسفرت عن مقتل 5 أشخاص وجرح 28. وتبنت جماعة «أصدقاء كارلوس» الهجوم في اتصال بالشرطة. وفي اليوم الذي بدأت فيه محاكمة كوب وبريغيه، أي في 22 نيسان، انفجرت سيارة في مقر مجلة الوطن العربي في شارع مابوف في باريس. أما الهجومان الآخران فارتكبهما في 31 كانون الأول من العام 1983.
ويقضي كارلوس حكمه المؤبد الأول منذ العام 1997، أي بعد ثلاث سنوات على اعتقاله في السودان، وذلك بعد إدانته بقضية منفصلة بشأن قتل ثلاثة رجال، بينهم شرطيان، في العام 1975 في باريس.
وفي سياق متصل، حكمت المحكمة كذلك بالسجن المؤبد غيابيا على متهمين آخرين هما الألماني يوهانس فاينريش، الذي كان مساعد كارلوس والمسجون في ألمانيا في إطار قضية أخرى، والفلسطيني علي كمال العيسوي الهارب. في وقت، تمّت تبرئة الألمانية كريستا فروليش التي حوكمت بتهمة المشاركة في احد هذه الهجمات.
وكان ممثلو الادعاء قالوا إن كارلوس لا يزال يشكل خطرا على الناس وطالبوا بالحكم عليه بالسجن مدى الحياة مرة أخرى، وأن يقضي منها 18عاما كحدّ أدنى.
(«السفير»، أ ف ب، رويترز)

Aucun commentaire: