17 février 2012

Ahmed Manai, observateur de la ligue arabe en Syrie se confie à Attounissia !


Quantcast

*هل الجامعة العربية مورطة في مخطط ضرب سوريا وتقسيمها

هل يعلم القارئ أن الجامعة العربية ترجع رئاستها حاليا لفلسطين ولكن قطر اشترت هذه الرئاسة الدورية من الفلسطينيين وهي التي تتصرف الآن في الجامعة التي باتت تسمى “جامعة حمد”(نسبة إلى وزير خارجيتها حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني)،لو كانت الجامعة العربية حسنة النية في مساعدة المعارضة السورية لعمدت إلى مساعدة هيئة التنسيق الوطني حيث أنها أكثر مصداقية وحضورا في البلد وعيبها الوحيد أنها ترفض التدخل الأجنبي

*أجرى الحوار:محمّد بوغلاّب


خاص

 

الدكتور أحمد المناعي

عضو بعثة المراقبة العربية في سوريا

يتحدث للتونسية


*أجرى الحوار:محمّد بوغلاّب

 16-02-2012

على الرغم من علاقات الصداقة التي تجمعنا في التونسية بالدكتور أحمد المناعي إلا أنه إعتذر بأدب جمّ عن الإدلاء بأي معلومات عن مهمته ضمن بعثة المراقبة العربية في سوريا إحتراما منه لما تعهد به من واجب التحفظ أثناء أدائه لمهمته ، إلتزم الرجل بالصمت حتى حين نطق زميله الجزائري أنور مالك مشنعا بالحكومة السورية  في قناة الجزيرة ثم في حوارنا معه .

بعد 42 يوما من العمل ضمن بعثة المراقبة العربية عاد أحمد المناعي إلى تونس،

 و لايخفي الرجل الذي عرف معاناة المنفى طيلة عشرين عاما خوفه على سوريا البلد والثقافة والحضارة من مخطط يهدف إلى تقسيمه وتفتيته …

وأحمد المناعي هو مؤسس المعهد التونسي للعلاقات الدولية وهو مؤلف كتاب”الحديقة السرية لبن علي”سنة 1995 حين كان عدد معارضي “المخلوع”لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة في فرنسا حين كان آخرون ينعمون بمنح الدولة الفرنسية وبمكافآت حزبهم” المضطهد” دون أن يقولوا كلمة حق واحدة في حضرة السلطان الجائر …كما ترجم سنة 2001 كتابا عن سوريا بعنوان

Démocratie et droits humains en Syrie : Ouvrage collectif de 18 chercheurs et écrivains

الدكتور  أحمد المناعي  تحدث إلينا ….

*كيف تقيم تجربتك في بعثة المراقبة العربية بسوريا طيلة 42 يوما؟

على المستوى الشخصي هي تجربة أولى من نوعها وهي كذلك الأولى في تاريخ جامعة الدول  العربية التي لم يحدث أن بعثت بوفد بهذا المستوى إلى دولة عضو لا لتقصي الحقائق وإنما على الأقل للمراقبة والملاحظة فأحداث كبيرة مثل التي حدثت في دارفور (السودان) على امتداد سنوات لم تحظ بما حظيت به الأزمة السورية .

*كيف تقيم عمل البعثة؟

مهمة البعثة ناجحة نجاحا كاملا

*كيف تصف مهمة البعثة بالنجاح وقد تم تعليق عملها والأزمة متواصلة والجامعة العربية طلبت من مجلس الأمن إرسال قوات إلى سوريا؟

أولا، يجب أن نعرف  طبيعة المهام التي أنيطت بهذه البعثة حتى نحكم لها أو عليها .فالبعثة ليست للفصل بين قوتين إنما هي للتحري في مجموعة من النقاط .

*ماهي؟

اتفقت الجامعة العربية والحكومة السورية على جملة من النقاط ضمن البروتوكول الموقع بينهما بشأن بعثة المراقبة العربية وهي(1) التأكد من أن المظاهرات السلمية لا تقمع، والتأكد من أن المساجين السياسيين الذين تم اعتقالهم بداية من 15 مارس 2011 تم الإفراج عنهم(2)، و التأكد من عدم وجود مظاهر مسلحة في المدن وحولها (3) والتأكد من أن وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية تعمل دون موانع (4)، وفي تقرير بعثة المراقبة النهائي -وهو زبدة التقارير اليومية التي كانت تبعث بها فرق البعثة (15 فريقا) وكان مجال عملي  محافظة الحسكة شمال سوريا على الحدود التركية والعراقية- ،  أكدنا على أنه لا يوجد قمع للمظاهرات الشعبية السلمية وبأنه لا توجد مظاهر مسلحة وبأن وسائل الإعلام السورية كما الأجنبية تتحرك بحرية لتغطية ما يحدث وبأنه تم بشكل عام التأكد من إطلاق من تم اعتقالهم

*إذن ما الذي نشاهده في الفضائيات وخاصة في قناتي الجزيرة والعربية بوجه خاص؟

ليست الجزيرة لوحدها ، هناك أكثر من 60 فضائية تسلط إهتمامها يوميا وعلى مدار الساعة على الأحداث في سوريا

*لماذا الجزيرة ممنوعة من دخول سوريا؟

لا يمكنني أن أقدم لك إجابة حاسمة فأنا لا أعلم هل أبدت الجزيرة رغبتها أصلا في الدخول إلى سوريا ، لكن هناك قنوات عربية وأوروبية كانت تواكب الأحداث بشكل يومي

*إذا كانت المظاهرات الشعبية لا تقمع فمن تكون”القوة” التي يحاربها النظام السوري؟

بدأت الأحداث في سوريا منتصف مارس 2011 تقريبا،  في البداية كانت ثورة شعبية – سمّها ما شئت ثورة أو انتفاضة،  ولكنها كانت في العموم سلمية ولم تظهر فيها مظاهر مسلحة، وهذه الفترة تهمني كشخص ولكنها لا تهم البعثة التي كانت مهمتها معاينة ما يحدث في الميدان بداية من تاريخ وصولها في نهاية شهر ديسمبر 2011.

عندما بدأت المظاهرات الشعبية، تحركت الجماعات المسلحة في أربع أو خمس محافظات، وهناك مسلحون ينتمون للمعارضة يأتمرون بأوامرها ومسلحون لا يأتمرون بأوامر أحد، وقع انفلات أمني وكثرت العصابات المسلحة التي تعمل لحسابها الخاص بالسرقة واستعمال العنف .

*ما حقيقة الجيش السوري الحر؟

حين كنت في القاهرة في 1 جانفي2012  اتصل بي صديق قديم من المعارضة السورية فسألته عن حقيقة الجيش الحر فقال لي إنها قصة تم تضخيمها ولا يتجاوز عدد أفراد هذا التنظيم الألف شخص وليسوا كلهم من العناصر التي انشقت عن الجيش النظامي بل مسلحون انضم إليهم بعض الجنود والضباط ، و إلى حد الآن يؤكد  أكثر الناس تتبعا للواقع السوري أن هذا الجيش لا يزيد تعداده عن 3 آلاف .

*كيف تفسر تخلي تركيا عن بشار الأسد الذي كان حليفا إستراتيجيا لها؟

 أنا لا أتحدث عن مؤامرة لأن المؤامرة تكون مخفيّة، بل عن مخطّط ينفذ على أرض الواقع و تلعب فيه تركيا الدور الأول نظرا إلى قربها الجغرافي من سوريا.

 لتركيا  مصالحها الخاصة كدولة ولكنها منخرطة ضمن مخطط أكبر يجمع تحالفا من الدول والقوى، لا تنس أن تركيا هي التي مهدت لفتح مناطق للجوء السوريين وكانت تنتظر خروج عشرات الآلاف من ولكن خاب ظنها، وعدة تقارير لصحف دولية  محترمة تؤكد أن تركيا بدأت تتراجع عن موقفها  في ما يحدث في سوريا .

*ماهي الأطراف التي تقف وراء هذا المخطط حسب قراءتك؟

هو مخطط عربي خليجي بالدرجة الأولى، تركي أمريكي فرنسي بريطاني وإسرائيلي

*والهدف؟ هل هو ضرب النظام السوري؟

لا أعتقد أن القضية تتعلق بالنظام السوري فهذا النظام كان من الممكن احتواؤه واستيعابه،  أعتقد أن الهدف هو ضرب سوريا الوطن والثقافة والحضارة وتفتيت سوريا وتقسيمها إلى دويلات….

*ماهو الانتماء الطائفي لسكان محافظة الحسكة؟

الحسكة هي نموذج لتعايش كل الطوائف والديانات والأعراق في سوريا ، هي فسيفساء من عرب وأكراد ومغول وشيشان وشركس وأرمن وكل الديانات المسيحية بكل كنائسها والإسلام بكل طوائفه ، ولقد شهدت  مظاهرات في بعض المدن الكردية ولا حظت أن عددا من المتظاهرين كانوا يرفعون أعلام  كردستان العراق وحزب العمال الكردستاني (زعيمه عبد الله أوجلان)

*هل أحسن النظام السوري إدارة الأزمة؟

ربما كان هناك شيء من التخبط في فترة معينة ولكن أعتقد أنه بدأ يسترجع أنفاسه الآن

*هل الجامعة العربية مورطة في مخطط ضرب سوريا وتقسيمها؟

هل يعلم القارئ أن الجامعة العربية ترجع رئاستها حاليا لفلسطين ولكن قطر اشترت هذه الرئاسة الدورية من الفلسطينيين وهي التي تتصرف الآن في الجامعة التي باتت تسمى “جامعة حمد”(نسبة إلى وزير خارجيتها حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني)،لو كانت الجامعة العربية حسنة النية في مساعدة المعارضة السورية لعمدت إلى مساعدة هيئة التنسيق الوطني حيث أنها أكثر مصداقية وحضورا في البلد وعيبها الوحيد أنها ترفض التدخل الأجنبي.

*الجامعة التي تقول عنها هذا الكلام هي التي أرسلتك ضمن بعثة المراقبة إلى سوريا؟

نعم، وأعتقد أني أديت الأمانة،  أقسمنا على أن نقول الحق ولا شيء غير الحق، كل ما سمعنا وما رأينا  وهذا مضمن في التقرير

*الجامعة لها أمين عام هو الدكتور نبيل العربي؟

السيد العربي مع الأسف الشديد في قبضة القطريين

*هل كانت البعثة مجرد ذر للرماد على العيون إذن؟

البعثة كانت جزءا من المبادرة العربية للحل السوري، أعتقد أنهم تصوروا أن سوريا لن تقبل هذه البعثة نظرا إلى بعض الشروط التي قد تكون مجحفة بالنسبة إلى النظام السوري لكن وقع التغلب عليها، وعندما سافرت البعثة في اليوم الرابع بدأ الطعن في مصداقية المراقبين من أوساط أجنبية أوروبية ومن طرف قطر

*ومن داخل البعثة نفسها فأنور مالك(جزائري لا جئ إلى فرنسا) غادر سوريا بعد أيام قليلة من وصوله وصرح في قناة الجزيرة بان البعثة تعرضت لمضايقات ولمغالطة من السلطات السورية وبأنه أرسلت لكم بائعات هوى إلى الفندق وبأن الغرف كانت مراقبة …؟

(يضحك) والله غريب،  مبدئيا أنور مالك أعرفه منذ 13 سنة

*هو مناضل حقوقي لاجئ بفرنسا؟

هو لاجئ إلى فرنسا،  ولكن النضال قضية أخرى، هو كان ضابطا في القوات الخاصة الجزائرية،  اختلف مع قيادته وأودع السجن وفي نهاية التسعينات جاء إلى فرنسا وكنت الشخص الثاني الذي اتصل به أنور مالك لمساعدته في إعداد ملف اللجوء السياسي لدى الإدارة الفرنسية…أعرفه جيدا إذن،  في السنوات الأخيرة تحول إلى جنوب فرنسا (تولوز) وبقينا على تواصل كلما احتاج شيئا ثم التقينا في دمشق ليلة مغادرته والتحاقه مباشرة بالدوحة ، قضية كاميرا  المراقبة من خيال أنور مالك، وبعد أن قرأت حواره معكم فتحت فوهة الدوش لأتثبت في الأمر ولم ألاحظ شيئا غير عادي أما عن حكاية المخابرات فمن الطبيعي أن تكون البعثة محل حماية من طرف النظام السوري ففريقنا المتكون من 10 أفراد كان بصحبته فريق حماية يناهز الأربعين من ضباط وأعوان،  هل تتصور بعثة من 165 فردا دون حماية؟ فنحن مستهدفون من اليوم الأول من طرف المعارضة وبعد عشرين يوما طلع علينا أحد المشعوذين أهدر دماءنا …

حين التقينا أنا وأنور مالك وجدته في وضع نفسي سيء،أخبرني بأنه سيغادر، حاولت إقناعه بالبقاء ولكنه  كان منفعلا يسب الجامعة العربية والسوريين …

أما عن العاهرات فأظن أن أنور مالك يتحدث عن مكان آخر غير الذي كنا فيه فطيلة مدة البعثة كان من النادر مشاهدة الإناث اللهم فتيات المدارس  أثناء مرورهن في الشارع  “ما ريت شيء” شخصيا

*كيف تفسر موقفه إذن؟

أفسره بما جاءني من أخبار لاحقا، فأنور مالك-أربعة أيام بعد اختياره من طرف اللجنة العربية لحقوق الإنسان للمشاركة في بعثة المراقبة-  اتصل بصحافي فرنسي ( كنال +) وقال له سيصدر مني ما لا عهد لهم به ، فعملية البيع والشراء تمت قبل سفره إلى سوريا

*هو الذي باع ولكن من اشترى؟

الجزيرة ومن ورائها قطر التي حاولت شراء مفتي سوريا وحتى وزير الخارجية السوري وليد المعلّم وكل الضمائر الحية من أجل المساهمة في المخطط لضرب سوريا

  • ·       الذي أفتى بإهدار دمكم هو عدنان العرعور أحد رجال الدين  السوريين الهارب إلى الرياض(في أحداث حماة سنة 1982 خان شقيقيه المعارضين وسلمهما للنظام فتم إنتدابه بالجيش مقابل هذه الخدمة ثم فصل لأسباب أخلاقية)؟

إذا كان دين هذا المشعوذ الإسلام فأنا أتبرأ منه ، هذا الشخص لا يمثل الإسلام في شيء

*يبدو أن الجامعة العربية تخطط لإرسال بعثة جديدة بمشاركة دولية فهل مازال ما يرجى من هذه البعثات؟

لا أتصور بمثل هذه البعثة،  هؤلاء في الجامعة العربية يقررون لأنفسهم وينسون أن سوريا لها حكومة مهما شككنا في ديمقراطيتها ولها سيادة ، وأنا لم اقل يوما إن النظام السوري ديمقراطي ولعلمك 90 في المائة  ممن أعرف من السوريين منذ حوالي 40عاما هم من المعارضة وهم موجودون في المجلس الوطني وفي هيئة التنسيق ومستقلون وأنا مهتم بالشأن السوري منذ سنة 1978 عندما فجر الإخوان المسلمون أول سيارة مفخخة في دمشق مات فيها أكثر من 200 مدنيا وقد إعترفوا بهذه العملية مؤخرا بحجة تسهيل هروب بعض”الإخوة”

*المؤرخون يتحدثون عن مجزرة حماة وآنت تذكّر بحادثة تفجير سيارة تتهم فيها الإسلاميين؟

لكل حدث أسبابه ومسبباته، القمع الذي وقع في سوريا طيلة عقود هو قمع كبير لا يمكن أن ينكره أحد وتجاوز كل الحدود ولكنه دائما يأتي ليرد على شيء حدث ، ويمكنني أن أتصل الآن بعصام العطار المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين بسوريا – وشقيقته هي نجاح العطار نائبة الرئيس السوري – هو المسؤول عما حدث في حماة  إذ دفع مجموعته العسكرية لمجابهة النظام، فسنة 1982 سبقتها أشياء كثيرة من بينها الهجوم على الأكاديمية العسكرية وقتل 92 ضابطا على الهوية كما يحدث الآن في بعض المدن وهذه هي الطريقة التي يدخل بها أي مجتمع الحرب الأهلية

*هناك حديث عن أن نظام بشار الأسد يدفع باتجاه حرب أهلية باستعمال الطائفة العلوية؟

لست معك، الآن لا توجد حرب أهلية  في سوريا بل بؤر عنف نجح النظام في القضاء على عدد كبير منها،  في ريف دمشق مثلا  حاليا إنتهى الأمر

*هل تعتقد أن النظام قادر على الحسم ميدانيا ؟

النظام السوري استطاع الآن أن يحيد تركيا فمن حوالي الشهر في عمليات متتالية تم القبض على 47 ضابط مخابرات تركي وهؤلاء استعملهم النظام السوري ورقة ضغط على تركيا ويبدو أنه وقعت مفاوضات بحضور الجانب الإيراني واتفقوا على أشياء من قبيل أن تكف تركيا عن تدريب المتمردين وتزويدهم بالسلاح الذي يمر خاصة من محافظة إدلب

*في المقابل تتهم إيران بإرسال آلاف الجنود إلى سوريا؟

الجيش السوري تعداده 450 ألفا و500 ألفا ولا أظنه يحتاج جنودا إضافيين من إيران أو من غيرها ، هو يحتاج إلى خبراء في هذا الميدان أو ذاك

  • ·       ما الهدف من بعثة المراقبة العربية-الدولية حسب تقديرك؟ألا تذكرك ببعثات التفتيش الدولية في العراق؟

أولا أستبعد أن تقبل الحكومة السورية بعثة من غير العرب وبإشراف غير عربي ثم أعتقد أن الروس لن يسمحوا بعمل مثل هذا …

*كيف تعاملت الجامعة العربية مع تقرير البعثة التي كنت احد مراقبيها؟

هل تتصور أن الجامعة ترسل بعثة بـ 165 فردا ويصدر تقرير لعمل فاق الشهر والنصف ولا تضعه في موقعها على الانترنت ليطلع عليه الصحافيون والمتابعون على الأقل؟

أكثر من ذلك، اللجنة الوزارية التي ترأسها قطر وتضم مصر والجزائر وسلطنة عمان والسودان والسعودية قررت رفع الملف السوري إلى مجلس الأمن رغم رفض جل الدول الأعضاء ولكن ّ”حمد”فعل ما قررته قطر مسبقا.

منذ الأيام الأولى لمهمتنا بدأ الطعن في البعثة ، لاتنس أن 85 في المائة من المراقبين من مؤسسات حكومية  عربية …لا أتهم أحدا ولكن لا يستبعد أن بعض الأفراد كانوا على اتصال بحكوماتهم ويقدمون لها  تقارير سرية عن الأحداث، ولذلك بدأ الموقف العدائي والتشكيكي منذ الأيام الأولى لأن هذه الحكومات أدركت أن التقرير سيكون مخالفا لتوقعاتها ، وقد أخبرني الفريق الدابي رئيس البعثة بأنه حين كان يقرأ التقرير النهائي(وهو من 12 صفحة) “كان الجماعة محلقين يكمبصوا في طاولة أخرى” أي دون اهتمام. شعر الدابي بأنه يقرأ التقرير لنفسه وفوجئ بخروج وزير الخارجية السعودي وإعلانه سحب المراقبين السعوديين وتلته بقية الدول الخليجية،  وللأمانة فقد رأيت بأم عيني مراقبين من دول الخليج بلغ بهم التأثر بعد أن جاءتهم التعليمات بالانسحاب  وهم يغادرون سوريا حد البكاء  وفيهم من هو مقدم في الجيش… كانوا يدركون كأشخاص رغم أنهم يمثلون أنظمة رسمية أن سوريا تتعرض لمخطط خطير يهدف إلى تفتيتها

*الفريق الدابي رئيس البعثة هو نفسه عليه طعون باعتبار اتهامه بجرائم ضد الإنسانية في دارفور؟

المتهم بالجرائم ضد الإنسانية هو الرئيس البشير وهذه التهمة لم تعد تثار ضده البتة لأنه تنازل عن نصف السودان للجنوب وسيتنازل لاحقا عن بحر الغزال وعن النيل الأزرق وعن دارفور والمهم أن يبقى هو  في الكرسي …

*ما رأيك في قرار طرد السفير السوري؟كنا أول دولة تأخذ هذا الموقف؟

الحمد لله كنا الأوائل في الثورة ونستحق أن نكون في المرتبة الأولى في كل شيء ، ماغاب عمن اتخذ القرار أن العلاقات بين الدول ليست بين الأنظمة، لا نظام بورقية ولا نظام بن علي ولا نظام “هذا الذي لا إسم له ولا نظام”  ، ولا الأسد ولا أباه ولا شكري القوتلي،  ففي القانون الدولي العلاقات بين الدول ،  أما من الناحية الإجرائية فلو بدأ حكام تونس الحاليون – لا أعرف من على وجه التحديد رئيس الجمهورية أو  رئيس الحكومة أو رئيس المجلس التأسيسي أو وزير الخارجية مجتمعين أو متفرقين-  بالاتصال بسفيرنا في سوريا وسألوه عما يحدث، لكان القرار مبررا ، ولكن يبدو أن سفيرنا في دمشق كان آخر من علم بقرار طرد السفير السوري من بلادنا، ماذا كان حكام تونس يخسرون لو سألوا المراقبين التونسيين في بعثة الجامعة العربية ومن بينهم عمداء في الجيش الوطني وكبار موظفي الخارجية عن حقيقة ما يحدث على الميدان ؟ وهل يتطلب الوضع طرد السفير السوري،  ولكن حكامنا الميامين لم يكلفوا أنفسهم عناء الاتصال لا بالسفير ولا بالمراقبين الرسميين ولا بسواهم ولذلك أسأل بناء على أي معطيات تم إتخاذ القرار؟ أخشى أن أقول لكم إن قرار طرد السفير السوري تم اتخاذه من طرف راشد الغنوشي  منذ شهر نوفمبر الماضي  وكان ذلك بعد زيارته للدوحة عاصمة قطر وكانت حركة النهضة آنذاك اعتبرت أن موقف الغنوشي موقف شخصي  وليس موقفا رسميا وها إننا نكتشف اليوم أن الموقف الشخصي والرسمي ملتبسان

*هل تتوقع  من حكومة الجبالي سحب الاعتراف من نظام بشار الأسد والاعتراف بالمجلس الوطني السوري؟

نعم هذه هي الخطوة التالية

*المجلس الوطني السوري على رأسه مثقف  هو برهان غليون والرجل له مكانته عربيا ودوليا؟

الدكتور برهان غليون أعرفه منذ 22 عاما في فرنسا  وقبلها بعشر سنوات عرفته من خلال كتاباته . في بداية التسعينات نشط قليلا ثم انسحب ، “شوف” سيدي الكريم، الرجل الوطني الذي يعارض سياسة بلاده لا يمكن أن  يتخطى هذا بالاستنجاد بدولة أجنبية لضرب بلاده

*ما مدى مصداقية الأنباء عن تسلمه رشوة من تركيا وقطر؟

قيل لي من مصادر وثيقة أن السعودية وقطر هما اللتان دفعتا له لكن الآن تغيرت موازين القوى فبرهان غليون لم تعد له ذات المصداقية التي كان يتمتع بها في البداية وهناك صراع داخل المجلس الوطني السوري الذي يسيطر عليه الإخوان المسلمون حول رئاسة المجلس وبلغني أن غليون  عجز عن فتح حساب بنكي في تركيا ، ومن المعلوم أن تركيا تدعم التيار الإسلامي في المجلس، بل إنه حتى في فرنسا عجز عن تنظيم ندوة صحافية بنادي الصحافة العربية ونظمها في قاعة دار نشر “لارماتان”

*هناك حديث  عن تعامله  سابقا مع النظام العراقي؟

برهان غليون غادر سوريا منتصف الستينات بعد أن إتهم بإلأساءة إلى القرآن والرسول الكريم ودرس في فرنسا بدعم من نظام البعث العراقي ومنظمة التحرير الفلسطينية وبعد تخرجه وحصوله على الدكتورا تدخل لفائدته صدام حسين شخصيا لدى شيراك(رئيس فرنسا الأسبق)  ليدرّس بالجامعة الفرنسية، الغريب أن برهان غليون كافأ النظام العراقي الذي صرف عليه سنوات دراسته وضمن له الشغل بأن  حرض على غزو العراق سنة 2003 ، كنت احترمه ولكن الآن كل من يتعامل مع الأجنبي  ضد بلده خائن .

سوريا البلد والوطن والحضارة والثقافة هي المهددة لأن النظام سيرحل اليوم أو غدا ولن يتجاوز سنة 2014 في أقصى الحالات وهو تاريخ نهاية ولاية بشار الأسد

*إلى أين تتجه سوريا؟

نحن الآن في بداية مرحلة جديدة يمكن تسميتها الحرب الباردة أو الفاترة هي بالخصوص نهاية لمرحلة القطب الواحد في العالم نهاية أمريكا كقطب واحد وحيد وبداية عالم ذو قطبين روسيا والصين وكل الدول التي بدأت تكبر اقتصاديا الهند والبرازيل والأرجنتين وجنوب إفريقيا وهذه كلها لن تسير مستقبلا خلف أمريكا .

*ما تعليقك على زيارة وجدي غنيم وقبله عمرو خالد إلى بلادنا؟

أما عمرو خالد فسمعت عنه منذ سنوات ولكني لم أتشرف(ساخرا) بسماع خطبه،وأما غنيم فسمعت به أول مرة عند قدومه إلينا.

ما أقوله هو أنه في القرن الماضي كان لعلماء تونس موقف من دعاة الوهابية، أرجو أن يكون لهم اليوم موقف من هؤلاء.

شخصيا أنا متمسك بإسلام جدتي فليس فيه رياء أو طمع في حكم أو مال.


Aucun commentaire: