حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل»: امتحنْ إنسانيتك يا أزنافور !
بيروت، أوّل أيّار (مايو) 2012
شارل أزنافور، الفنّان الفرنسيّ الأرمنيّ الشهير، سيطلق العنانَ لصوته
في سماء لبنان، في السادس من تموز، في مهرجانات جونية. أزنافور فنّانٌ له
عشّاقُه ومقدّروه الكثيرون، لكنّ ذلك لا يَحْجب تصريحاته "الإنسانيّة ذاتَ
المعيار الواحد".
فلقد طلب إلى إسرائيل الاعترافَ بالمجزرة الأرمنيّة الرهيبة، لكنه تجاهل المجازرَ التي ارتكبتها ــ على مدى أكثر من ستة عقود ــ في حقّ الشعبين الفلسطينيّ واللبنانيّ والشعب العربيّ عامّةً. وإذا كان أزنافور لا يهتمّ إلا بأبناء قومه، فقد كان حريّاً به، على الأقلّ، أن يلتفتَ إلى الانتهاكات ضدّ الأرمن في فلسطين المحتلة.
فمنذ سنتين فقط مثلاً استولت السلطاتُ الإسرائيليّة على أرضٍ تابعةٍ لدير الأرمن في القدس القديمة وحوّلتْها إلى مرآب للسيّارات خاصّ باليهود فقط! وقد أكّد السكّانُ الأرمن، الذين اعتصموا احتجاجًا على القرار، أنّ لجنة الحيّ اليهوديّ في بلديّة القدس القديمة «فرضتْ عليهم دفعَ مبلغ 200 شيكل رسومَ الوقوف في الموقف، ثم منعتهم من الوقوف فيه بصورة نهائيّة»1. الجدير ذكرُه أنّ أزنافور، في هذا الوقت تحديدًا (1/4/2010)، كان يفتخر بأنه «الفنّان الفرنسيّ الوحيد» الذي حضر احتفالَ إسرائيل بمرور ألفيْ عام على الوجود اليهوديّ في القدس، وأنّ الفرنسيين اليهود أنفسَهم لم يسافروا إلى إسرائيل للمشاركة فيه!2
وعلى ذكر الأرمن في القدس، هل قرا أزنافور المقال الصادر في الغارديان البريطانيّة في 17/10/2004 عن الطلاب اليهود المتطرّفين الذين يبصقون على المسيحيين، والأرمنُ من بينهم، أو يبصقون على الأرض، كلّما مرّوا بهم، وأنّ أحدهم بصق على الأب نورهان مانوكيان نفسِه وانتزع صليبه؟3 هل سأل أزنافور السيّد غارو ساندروني وأمثالَه من أرمن القدس عمّا يحدث أمامهم كلّما مرّ طلاّبٌ يهود متطرفون قرب مسيحيين أرمن وغير أرمن؟4
يصرّح أزنافور، في موضع آخر، بالحكمة البليغة الآتية:
"لقد قلتُ مراراً للمحيطين بي من العرب: لا تخلطوا الأمورَ. اليهود شيء، وإسرائيل شيء آخر (...). إسرائيل دولة، واليهود مهاجرون، منهم الفرنسيّ والكنديّ والإيطاليّ ... اليهود ساعدوا بلدَهم إسرائيل، ولهم الحقّ في ذلك. وإنْ كنتم تريدون مساعدة الشعب الفلسطينيّ، فهذا شأنكم".
إنّ تصريح أزنافور، إضافةً إلى ما ينْضح به من استعلاءٍ يبيح لنفسه أن "يشرح" للعرب ماهيّة مغتصِبهم وقاتلهم ومهجٍّرهم، يؤكّد أنّ إسرائيل "بلدُ اليهود". ترى، ماذا سيكون ردُّ فعله لو استبعد شوفينيّ، جاهلٌ، الأرمنَ من مكوّنات لبنان وسوريا وفرنسا مثلاً؟
لهذا، ولغيره، لا غرابة في أن تمنح الجامعةُ العبريّةُ في القدس، شارل أزنافور، جائزة سكوبوس Scopus Award ، التي تُمنح إلى كلّ مَن "تميّز" (بفتح الياء) في حقل عمله، وأسهم في تقديم الأفضل "إلى الجامعة العبريّة، ودولةِ إسرائيل، والشعبِ اليهوديّ، والإنسانيّة". نعم، لا غرابة في ذلك، لأنّ الإنسانيّة في هذا التعريف تميِّز (بكسر الياء) بين الناس، أيْ تستبعد أصحابَ الأرض الأصليين ولا تشمل سوى المحتلّين والمغتصِبين والجزّارين!
لقد ألغى أزنافور ثلاثَ حفلاتٍ له في نيويورك في 26 و27 و28 نيسان 2012 لأنّ متعهّد هذه الحفلات لم يحترمْ بنودَ العقد. فهل نطمع في أن يلغي أزنافور حفلاته القادمة في دولةٍ لم تحترمْ طوال 64 عامًا تعهّداتِها تجاه أيّ قانون دوليّ أو عُرف إنسانيّ، بل تُواصل ارتكابَ المجازر وخرْقَ السيادة وحرمانَ شعبٍ بأكمله من حقّه في العودة إلى دياره؟
أيكون كثيرًا علينا، نحن المكتوين بجرائم إسرائيل في الخيام وقانا والشيّاح وجنين ودير ياسين وغزّة وسيناء والجولان...، أن نطالبه بأن يحذو حذو عشرات الفنّانين العالميين، أمثال رودجر واترز وألفيس كوستيللو وفانيسا بارادي وناتاشا أطلس وبونو (من فريق يوتو)، وحذوَ عشرات الفرق الفنيّة أمثال كلاكسونز وذا بيكسيز وغوريلارز ساوند سيستم، وجميعُهم ألغوْا عروضَهم في دولة الإجرام الصهيونيّ، فاستحقّوا إعجابَ أصحاب الضمير والشرف في العالم؟
فلقد طلب إلى إسرائيل الاعترافَ بالمجزرة الأرمنيّة الرهيبة، لكنه تجاهل المجازرَ التي ارتكبتها ــ على مدى أكثر من ستة عقود ــ في حقّ الشعبين الفلسطينيّ واللبنانيّ والشعب العربيّ عامّةً. وإذا كان أزنافور لا يهتمّ إلا بأبناء قومه، فقد كان حريّاً به، على الأقلّ، أن يلتفتَ إلى الانتهاكات ضدّ الأرمن في فلسطين المحتلة.
فمنذ سنتين فقط مثلاً استولت السلطاتُ الإسرائيليّة على أرضٍ تابعةٍ لدير الأرمن في القدس القديمة وحوّلتْها إلى مرآب للسيّارات خاصّ باليهود فقط! وقد أكّد السكّانُ الأرمن، الذين اعتصموا احتجاجًا على القرار، أنّ لجنة الحيّ اليهوديّ في بلديّة القدس القديمة «فرضتْ عليهم دفعَ مبلغ 200 شيكل رسومَ الوقوف في الموقف، ثم منعتهم من الوقوف فيه بصورة نهائيّة»1. الجدير ذكرُه أنّ أزنافور، في هذا الوقت تحديدًا (1/4/2010)، كان يفتخر بأنه «الفنّان الفرنسيّ الوحيد» الذي حضر احتفالَ إسرائيل بمرور ألفيْ عام على الوجود اليهوديّ في القدس، وأنّ الفرنسيين اليهود أنفسَهم لم يسافروا إلى إسرائيل للمشاركة فيه!2
وعلى ذكر الأرمن في القدس، هل قرا أزنافور المقال الصادر في الغارديان البريطانيّة في 17/10/2004 عن الطلاب اليهود المتطرّفين الذين يبصقون على المسيحيين، والأرمنُ من بينهم، أو يبصقون على الأرض، كلّما مرّوا بهم، وأنّ أحدهم بصق على الأب نورهان مانوكيان نفسِه وانتزع صليبه؟3 هل سأل أزنافور السيّد غارو ساندروني وأمثالَه من أرمن القدس عمّا يحدث أمامهم كلّما مرّ طلاّبٌ يهود متطرفون قرب مسيحيين أرمن وغير أرمن؟4
يصرّح أزنافور، في موضع آخر، بالحكمة البليغة الآتية:
"لقد قلتُ مراراً للمحيطين بي من العرب: لا تخلطوا الأمورَ. اليهود شيء، وإسرائيل شيء آخر (...). إسرائيل دولة، واليهود مهاجرون، منهم الفرنسيّ والكنديّ والإيطاليّ ... اليهود ساعدوا بلدَهم إسرائيل، ولهم الحقّ في ذلك. وإنْ كنتم تريدون مساعدة الشعب الفلسطينيّ، فهذا شأنكم".
إنّ تصريح أزنافور، إضافةً إلى ما ينْضح به من استعلاءٍ يبيح لنفسه أن "يشرح" للعرب ماهيّة مغتصِبهم وقاتلهم ومهجٍّرهم، يؤكّد أنّ إسرائيل "بلدُ اليهود". ترى، ماذا سيكون ردُّ فعله لو استبعد شوفينيّ، جاهلٌ، الأرمنَ من مكوّنات لبنان وسوريا وفرنسا مثلاً؟
لهذا، ولغيره، لا غرابة في أن تمنح الجامعةُ العبريّةُ في القدس، شارل أزنافور، جائزة سكوبوس Scopus Award ، التي تُمنح إلى كلّ مَن "تميّز" (بفتح الياء) في حقل عمله، وأسهم في تقديم الأفضل "إلى الجامعة العبريّة، ودولةِ إسرائيل، والشعبِ اليهوديّ، والإنسانيّة". نعم، لا غرابة في ذلك، لأنّ الإنسانيّة في هذا التعريف تميِّز (بكسر الياء) بين الناس، أيْ تستبعد أصحابَ الأرض الأصليين ولا تشمل سوى المحتلّين والمغتصِبين والجزّارين!
لقد ألغى أزنافور ثلاثَ حفلاتٍ له في نيويورك في 26 و27 و28 نيسان 2012 لأنّ متعهّد هذه الحفلات لم يحترمْ بنودَ العقد. فهل نطمع في أن يلغي أزنافور حفلاته القادمة في دولةٍ لم تحترمْ طوال 64 عامًا تعهّداتِها تجاه أيّ قانون دوليّ أو عُرف إنسانيّ، بل تُواصل ارتكابَ المجازر وخرْقَ السيادة وحرمانَ شعبٍ بأكمله من حقّه في العودة إلى دياره؟
أيكون كثيرًا علينا، نحن المكتوين بجرائم إسرائيل في الخيام وقانا والشيّاح وجنين ودير ياسين وغزّة وسيناء والجولان...، أن نطالبه بأن يحذو حذو عشرات الفنّانين العالميين، أمثال رودجر واترز وألفيس كوستيللو وفانيسا بارادي وناتاشا أطلس وبونو (من فريق يوتو)، وحذوَ عشرات الفرق الفنيّة أمثال كلاكسونز وذا بيكسيز وغوريلارز ساوند سيستم، وجميعُهم ألغوْا عروضَهم في دولة الإجرام الصهيونيّ، فاستحقّوا إعجابَ أصحاب الضمير والشرف في العالم؟
شارل أزنافور، لقد زرتَ لبنان مرّاتٍ كثيرة، على امتداد العقود الماضية.
ولك فيه محبّون كثر. الغريب أنّكَ لم تتوقفْ مرة، أمامنا وأمام نفسك،
لتدين الانتهاكاتِ والجرائمَ التي اقترفتها إسرائيلُ في حقّ اللبنانيين
والفلسطينيين والعرب والأرمن. نطالبك اليومَ، قبل الغد، بأن تمتحن حدودَ
إنسانيّتك من جديد!
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire