|
|
زينب الطحان | |
الشاعر محمد علي شمس الدين : الإنحناءة العظيمة نحو تراب الأرض هي انحناءة الأنبياء والرسل
![]()
يقول لهم خطابا رائعا :" أنتم الوعد
الصادق، أنتم النصر الأتي أنتم تحرير الأرض والإنسان أنتم حمى الأرض والعرض
أنت أصالة الأمة وخلاصة روحها وثقافتها وقيمها وعشقها وعرفانها". وهنا
أتوقف عند كلمتين "أنتم ثقافة الأمة وأنتم عشقها وعرفانها". فالثقافة هي
هنا التربية الجهادية الرائعة التي يعدّ المجاهدون تلامذة في مدرستها
الكبرى ويعد السيد أستاذهم الأعظم إنها ثقافة المقاومة، وهي تختلف عن أي
ثقافة أخرى إنها تتأسس على أقانيم عشق الأرض والحياة والحرية وتأليه الله.
لأن هذا العشق للأرض والكرامة يريده الله لعباده. أما الكلمة الثانية التي
توقفت عندها فهي "أنتم عشق هذه الأرض وعرفانها". وهذا شيء يخص الروح،
العشق والعرفان، فالمقاومون أمة عرفانية والعشق هنا هو عشق الحياة والله عز
وجل والأرض وكله يندرج في عشق الله المجاهدون هم عشاق الله. ثم ينتقل في
خطابه بعد ذلك إلى الحيز القريب أو الحيز الميداني الذي يتحرك فيه هؤلاء
المجاهدون ويشير من خلال عدة ألفاظ إلى لبنان، إلى وطنه ووطننا ووطن
المجاهدين، "أنتم خلود الأرز"، الأرز رمز لحجر قديم وصلب وعال. ويقول
:"أنتم تواضع السنابل، إذن اقتران الخلود والعلو بتواضع السنابل. ويقول
:"أنتم الشموخ كشموخ جبال لبنان"، فالمجاهدون لا يقاتلون من اللاشيء، ولا
يقاتلون فقط بالإيديولوجيا، لكنهم يقاتلون على تراب وصخر وفي جبال وعلى أرض
محدودة ومعروفة كانت محتلة ومغتصبة ثم تمّ تحريرها من قبل هؤلاء
المجاهدين.
![]()
إن السيد يقول "أقبل أقدامكم" فهي أكبر
وأبلغ من غسل القدمين، تقبيل القدم المنغرس في تراب الأرض، هو برأي الشخصي،
هو عبادة من أرفع أنواع العبادة. ويقول "أنتم القادة وأنتم السادة وأنتم
تاج رؤوس الأمة ورجال الله ..". فمن هو القائد؟.. ليس هو من يتسيد ويتمتع
بصفات القيادة ويبعد نفسه عن المجاهدين والناس، بل القائد هو نفسه المجاهد
وهو السيد وهو في الحقيقة تاج رأس الأمة مهما كان أصله فقيرا أم غنيا،
قريبا أم بعيدا، ومهما كان لونه أسود ام أبيض .. هذا ما يقوله السيد في
رسالته العظيمة وينتهي بأن يقول لهم إن "أنتم القادة وأنتم السادة" وهم في
الحقيقة جنود وكل جندي قائد. وهذا أرفع ما يمكن في معنى التصاق المجاهدين
بقيادتهم بحيث يصبحون هم القادة والسادة وهو جندي بينهم . وهذه مسألة غير
موجودة في التواريخ المعروفة، فدائما ما كان ثمة هوة أو مسافة تفصل بين
القيادة التي عادة ما تكون ارستقراطية ونخبوية وأمرية عسكرية وبين الجنود.
هنا يقول لهم "أنتم القادة وأنتم السادة وأنتم تاج رؤوس الأمة ورجال
الله.." . هذه الجمل تقودنا إلى ما نعرفه نحن في تراثنا وذكرتني بالإمام
موسى الصدر، عندما كتب مقالة عظيمة بعنوان "إمامة الشهيد"، وهي في الحقيقة
إمامة المجاهد، وتكريس هذه الإمامة بالشهادة. فالمجاهد بمعناه الحقيقي في
الإسلام، هو الإمام أي هو القدوة والسيد. ".
الدكتور علي حجازي: لأول مرة في التاريخ يقول قائد لجنوده وأحبائه "أقبل أقدامكم"
ويقول لهم سماحة السيد "أنتم الشموخ على
العاتي والمستعلي"، العاتي من العتو، والله أوصى بألا تصعرّ خدك للناس،
تكبرا وتعجرفا، هو يقول إن الاستعلاء على المتكبر والمستعلي رحمة. "وأنتم
الأمل وأنتم الرهان، كنتم وما زلتم وستبقون" هذه علاقة حميمة بين أب
ومجاهديه. ونلتفت إلى الأهم في هذه العلاقة الحميمة عندما يقول "أقبل
رؤوسكم " يبدأ من فوق "أقبل أياديكم القابضة على كل زناد أقبل أقدامكم
المنغرسة في الأرض"، وهنا التشابه مع الإمام علي، عليه السلام، عندما يقول
"تد في الأرض قدمك"، ولم يقل أقدامكم لأنه يرى أن كل أقدام هؤلاء المجاهدين
هي قدم واحدة، وهي دلالة على الاتحاد والوحدة. يقول "أقبل أقدامكم
المنغرسة في الأرض"، ولأول مرة في التاريخ يقول قائد لجنوده وأحبائه "أقبل
أقدامكم". وهي أيضا دلالة على العلاقة الحميمة، فالأب يقبل رجل ولده الصغير
تحببا، وهذا أقصى درجات التحبب، فهو يعدهم أطفاله الصغار يقبل أعلى رأسهم
إلى أقدامهم. هو يقصد الأقدام المقاومة التي يجب أن تقبل. هنا خطاب الإمام
علي حاضر في كل هذا الخطاب.. "جوابي لكم شكري لكم إذا قبلتموني واحدا
منكم"، لاحظي هذا التواضع الشديد.
![]() |
24 juillet 2012
Lu sur Manar Website.....
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire